الأم زويده علي: لن ننسى يوم المجزرة طالما نحن على قيد الحياة

استذكرت والدة الشهيد محمد زويده فرحان علي، الشهداء الذين استشهدوا نتيجة هجمات مرتزقة داعش يوم 27 تموز، وقالت إنهم يستذكرون شهداء المجزرة كل عام مثل هذا اليوم.

في صباح يوم 27 تموز 2016، وقع انفجار كبير بالقرب من مسجد قاسمو في الحي الغربي بمدينة قامشلو، حيث فجرت مرتزقة داعش شاحنة كبيرة محملة بالألغام وسط أهالي الحي، واستشهد العشرات من كبار السن، الشباب، الأطفال والنساء، وأصيب العشرات، وفي الحي الغربي تحول هدوء الصباح والحياة الطبيعية للأهالي إلى ألم ومعاناة لا نهاية لها وسيظل جرح ذلك اليوم معهم طوال حياتهم، حي الغربي هو أحد الأحياء الكبيرة في مدينة قامشلو، ويوجد في ذلك الحي العديد من المحلات وتشهد حركة كثيرة من قبل أهالي المنطقة، وبعد ساعات قليلة من الانفجار، أعلن مرتزقة داعش عبر مواقعه الرسمية مسؤوليته عن هذا الانفجار.


’كان يقضي معظم وقته في مركز قوى الأمن’

استذكرت الأم زويدة فرحان علي والدة الشهيد محمد مصطفى الذي استشهد في انفجار حي الغربي في البداية جميع الشهداء الذين استشهدوا في هذا الانفجار، وذكرت أن ابنها محمد مصطفى كان من أصغر أبنائها، وقالت: "قبل ثورة روج آفا كان محمد في جنوب كردستان، لكن بعد انطلاق الثورة عاد إلى منزله وشارك في الأنشطة، فيما بعد انضم محمد إلى صفوف قوى الأمن، كان يحب العمل كثيراً، وكان يقضي معظم وقته في المركز".

’استشهاد ابني محمد‘

وتحدثت زويده فرحان علي عن يوم الانفجار، وقالت: "كانت الساعة حوالي الساعة 08:30، وكان هناك نصف ساعة ليعود الشهيد محمد من واجبه إلى منزله، كنت أقوم بإعداد وجبة الإفطار عندما وقع انفجار كان صوته قوياً لكننا لم نكن نعرف أين وقع، لقد خرج الجميع إلى الشوارع وشاهدنا دخان أسود يتصاعد من مكان عمل الشهيد محمد، وعندما أردنا التوجه إلى مكان الحادث، لم يسمح لنا الرفاق بالاقتراب، فيما لم تتوقف عيناي بالبحث عن محمد ورفاقه، ثم ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت أن ابني محمد قد استشهد".

’لن ننسى هذه المجزرة‘

وذكرت الأم زويده فرحان علي أن العديد من أهالي الحي بينهم أطفال وشباب ونساء ورجال وكبار السن استشهدوا جراء الانفجار الذي أحدث أضرارا كبيرة، وتابعت: "بعد عودتنا من المستشفى إلى المنزل، تكللت جميع شوارع حي الغربي بخيم عزاء تم نصبها للشهداء، وكانت هناك بعض العائلات قد استشهدت بأكملها في ذلك الانفجار، على سبيل المثال استشهدت عائلة فاتو بأكملها، فقط اثنين من ابنائهما لم يكونا في المنزل قد نجيا، لقد رأينا في ذلك اليوم ما لم نره ابداً، ولن ننسى ذلك اليوم وهذا التاريخ حتى نموت ولن ننسى شهداؤنا، وكلما نمر بموقع الانفجار، يمر ذلك اليوم كشريط أمام أعيينا، وتتجدد آلامنا، ويتبادر إلى أذهاننا مكان أطفالنا وجيراننا وأهلنا في ذلك الانفجار".